لَمّا أراد عبد المطَّلب، جَدُّ النبيِّ ﷺ أن يَحفِر بئر زمزم، أحسَّ بالضَّعف لَمَّا تحدَّته قبائل قريش، حيث لم يكن لديه إلّا ابنه الحارث، فنذر لله تعالى لئن وُلِد له عشَرةُ بنينَ، ثمّ بلغوا معه حتّى يمنعوه، لينحرنَّ أحدهم عند الكعبة.
أبناء عبد المطَّلب:
رَزَق الله تعالى عبد المطَّلب عشَرةَ بنينَ، وستَّ بنات، والبنون هم:
1. الحارث: وهو أكبرُهم، وأمُّه صفيَّةُ بنتُ جُنْدُبٍ.
2. الزُّبَير: وأمُّه فاطمةُ بنتُ عمرِو بنِ عائذٍ الْمَخزوميّة.
3. حمزةُ -رضي الله عنه- وأمُّه هالةُ بنتُ وُهَيْبٍ.
4. أبو لهب عبد العُزَّى: وأمُّه آمنةُ بنتُ هاجَرَ.
5. الْمُقوَّم: وأمُّه هالةُ.
6. ضِرَارٌ: وهو شقيق العبَّاس، وأمُّه نَتْلَةُ.
7. أبو طالب: وأمُّه فاطمةُ الْمَخزوميّة.
8. عبد الله: والدُ الرّسول ﷺ، وهو شَقِيق أبي طالب والزُّبير.
9. العبَّاس -رضي الله عنه-: وأمُّه نَتْلَةُ.
10. حَجَلٌ: وأمُّه هالةُ بنتُ وُهَيْبٍ.
أما البنات الستُّ فهنّ: صَفِيّةُ، وأمُّ حَكِيم وهي البيضاء، وعاتِكةُ، وأُمَيْمَةُ، وأَرْوَى، وبَرَّةُ .
إيفاء عبد المطلب بنذره:
لَمّا بلغ بنو عبد المطّلب عشَرةً يمنعونه، قرَّر أن يفيَ بنذره، فجمعهم وأخبرهم بنذره، ودعاهم إلى الوفاء بالنّذر فأطاعوه، فضرب بالقِدَاح فخرج القَدَح على عبد الله، فأخذه عبد المطّلب بيده، وكان عبدُ الله أحبَّ ولد عبد المطّلب إليه، وكان يقول: "لئن صُرف عن عبد الله، فأنا بخير".
لَمَّا خرج القدح على عبد الله، أخذه أبوه عبد المطلب بيده، وأخذ الشَّفرة، ثمّ أقبل به إلى الكعبة ليذبحه، فمنعته قُريش، ولا سيّما إخوتُه وأخواله من بني مخزوم، فقال عبد المطَّلب: فكيف أصنع بنذري؟ فأشاروا عليه أن يأتي عرَّافةً بالحجاز، فيستأمرها، فذهب إليها عبد المطّلب، فلمّا وصل إليها شرح لها تفاصيل القصّة، فقالت: كم الدِّيَةُ فيكم؟ قالوا: عشَرة من الإبل، قالت: اضربوا القِداح على عبد الله، وعلى عشْرٍ من الإبل، فإن خرجت على عبد الله فزيدوها عشْرًا حتّى يرضى ربُّه، فإن خرجت على الإبل فانحروها عنه، فرجعوا وضربوا القداح، وقرَّبوا عبد الله، وعشْرًا من الإبل، فخرج القَدَح على عبد الله، فزادوا عشْرًا، فخرجت على عبد الله، وأخذوا يزيدون عشرًا في كل مرَّة ويخرج القَدَح على عبد الله، حتى بلغت الْمِائة، فوقعت القُرْعة عليها، فقالت قريش: لقد رضي ربُّك يا عبد المطّلب، فقال عبد المطّلب: لا، حتّى أضرب عليها بالقداح ثلاثًا، ففعل، وفي كلِّ مرّة تخرج القداح على الإبل، ثمّ نُحِرت وتُركت لا يُصَدُّ عنها إنسان، ولا طَيْرٌ، ولا سَبُع.
روى ابن سعد في الطبّقات الكبرى (1/ 41) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كانت الدِّيةُ يومئذ عشْرًا من الإبل، وعبد المطلب أوَّل من سنَّ دِيَة النّفس مِائةً من الإبل، فجرت في قُريش والعرب مائة من الإبل، وأقرَّها رسول الله ﷺ على ما كانت عليه.