بمجرَّد أن أسلم أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – حمل همَّ الدعوة، وقام يبلِّغ دعوة الإسلام إلى أصحابه ومعارفه، الذين يألفونه، ويعرفون قَدْره، وحُسن خُلقه وعقله.
الذي أسلموا على يد أبي بكر من العشرة المبشرين بالجنة:
أسلم على يد أبي بكر -رضي الله عنه- صفوة من الصحابة - رضوان الله عليهم – الذين صاروا من الدِّعامات التي قام عليها صرح الدعوة إلى الإسلام، منهم ستةٌ من العشَرة المبشَّرين بالجنة، وهم:
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، والزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، وسَعْدُ بنُ أَبِي وقَّاصٍ، وطَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، وهذه نُبذة عن كل واحد منهم:
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ:
هو عُثْمانُ بنُ عَفَّانَ بنِ أَبِي العَاصِ، أميرُ المؤمنينَ، وُلدَ بعدَ الفِيلِ بِسِتِّ سنين على الصَّحيح، أسلمَ قَدِيمًا وهاجَرَ الهجرَتَيْنِ، وزَوَّجَهُ النبي ﷺ ابنَتَيْهِ رُقيَّةَ وأمَّ كُلْثُومٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فلذلكَ كَانَ يُلقَّب "ذَا النُّورَيْنِ"، وهو أحدُ العشَرَةِ المُبَشَّرِينَ بالجنَّةِ. قُتلَ يومَ الجُمُعَةِ ثماني عشرةَ من ذِي الحجَّة سنة خمس وثلاثين للهجرة، وهو ابنُ اثنتينِ وثَمَانين سنةً وأَشهُر على الصحيح المشهور .
الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ:
هو الزُّبير بنُ العَوَّام بن خُوَيلد، حَوَاريُّ رسُولِ اللَّه ﷺ، وأمُّه صَفِية بنتُ عبدِ المُطَّلِبِ، عَمَّةُ رسُول اللَّه ﷺ. أسلمَ قَدِيمًا، وَكَانَ عُمُرُهُ إذْ ذاكَ خمسَ عشْرةَ سنةً على المَشْهُورِ، وهو أحدُ العشَرَةِ المَشْهُودِ لهم بالجنَّة، قُتِلَ -رضي اللَّه عنه- في جمادى الأولى سنة ستٍّ وثلاثين، وعمرُهُ أربعٌ وسِتُّونَ سنةً، وقيلَ: أربعٌ أو سبعٌ وخَمْسُون سنة، قتَلَهُ عَمْرُو بن جُرْمُوزٍ قبَّحه اللَّه .
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ:
هو عبد الرحمنِ بن عَوْفٍ، أبو محمد الزهريُّ، من السَّابِقِينَ إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشةِ، ثُمَّ إلى المدينة، وشهِدَ بَدْرًا، وأُحدًا، والمشَاهِدَ كُلَّها، ومناقبه -رضي اللَّه عنه- كثيرة، توفِّي سنةَ ثنتين وثلاثين عن خمس وسبعين سنةً، ودُفِن بالبقِيع .
سَعْدُ بنُ أَبِي وقَّاصٍ:
هو سعْدُ بن مالكٍ، أبو إسحاق، أسلمَ قَدِيمًا سابع سَبْعَةٍ، وهو ابنُ تِسْعَ عشْرةَ سنةً، وهو أحد العشَرَةِ المشهُودِ لهم بالجنَّة، وهو أول من رَمَى بِسَهْمٍ في سبيل اللَّه، وكان مُجابَ الدَّعوَةِ مَشْهورًا بذلك، توفِّي -رضي اللَّه عنه- بقَصْرِهِ بالعَقِيقِ قُرْب المدينة، فحُمِلَ إلى المسجِدِ النبويِّ، وذلك في سنة إحدى وخمسين، وعمره ثلاث وثمانون سنةً، وهو آخر العشرة المبَشَّرين بالجنةِ وفاةً .
طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ:
هو طلحَةُ بنُ عُبَيد اللَّه، القُرَشِيُّ التّيْمِيُّ، أحدُ العشَرَةِ المشهُودِ لهم بالجنَّة، وأحدُ السِّتة أصحاب الشُّورى الذين نَصَّ عليهم عُمَر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- بقوله: "تُوُفِّي رسُول اللَّه ﷺ وهوَ عنهُمْ راضٍ". قُتلَ -رضي اللَّه عنه- يومَ وقْعَةِ الجَمَل في العاشِرِ من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وقد استَكْمَلَ مِنَ العُمُرِ يومئذٍ أربعًا وسِتِّين سنةً .
أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ:
هُوَ عامرُ بنُ عبدِ اللَّه بنِ الجَرَّاحِ، أحدُ العَشَرَةِ المشهُودِ لهم بالجنَّةِ، وأمِينُ هذه الأمَّة، أسلمَ قَدِيمًا وشَهِدَ المَشَاهِدَ كُلَّها، توفِّي -رضي اللَّه عنه- بطَاعُونِ عَمْوَاسٍ سنةَ ثمانيَ عشْرةَ، وله ثمانٍ وخمسون سنةً - رضي اللَّه عنه .
وغير هؤلاء الستة كثير من الصحابة السابقين الأولين، رضوان الله عليهم جميعًا، هُمُ الرَّعِيلُ الأَوَّلُ، وطَلِيعَةُ الإِسْلَامِ، فجَاءَ بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رسُولِ اللَّهِ ﷺ حِينَ اسْتَجَابُوا لَهُ، وأسْلَمُوا وأصْبَحُوا مِنْ جُنُودِ الإِسْلَامِ المُخْلِصِينَ لِدَعْوَتِهِ.