عندما بدأ المؤمنون يزدادون، صاروا يُسلِمون سِرًّا، وكَانَ رَسُولُ اللَّه ﷺ يَجْتَمعُ بِهِمْ، ويُرْشِدُهُمْ إِلَى الدِّينِ مُسْتَخْفِيًا؛ لِأَنَّ الدَّعْوَةَ كَانَتْ لا تَزَالُ فَرْدِيَّةً وسِرِّيَّةً، وَكَانَ الوَحْيُ قَدْ تَتَابَعَ وحَمِيَ بَعْدَ نُزُولِ أوَائِلِ سُورَةِ المُدَّثِّرِ، وكَانَتِ الآيَاتُ وقِطَعُ السُّوَرِ التِي تَنْزِلُ في هَذَا الزَّمَانِ آيَاتٍ قَصِيرَةً، ذَاتَ فَوَاصِلَ رَائِعَةٍ مَنِيعَةٍ، وإيقَاعَاتٍ هَادِئَةٍ خَلَّابَة تَتَنَاسَقُ معَ ذَلِكَ الجَوِّ الهَامِسِ الرَّقِيقِ، تَشْتَمِلُ عَلَى تَحْسِينِ تَزْكِيَةِ النَّفْسِ، وتَقْبِيحِ تَلْوِيثِهَا بِالشَّهَوَاتِ، تَصِفُ الجَنَّةَ والنَّارَ كَأَنَّهُمَا رَأْيُ عَيْنٍ، تَسِيرُ بالمُؤْمِنِينَ فِي جَوٍّ آخَرَ غَيْرِ الذِي فِيهِ المُجْتَمَعُ البَشَرِيُّ آنذَاكَ، ونذكر بعض الصحابة الذين أسلموا سرًّا في هذه المرحلة.
مَسْعُودُ بْنُ رَبِيعَةَ القَارِي:
هو مَسْعُودُ بنُ عمرِو بن رَبِيعَةَ القَارِئُ، أسلمَ قَديمًا، وكان على المَغَانِمِ يوم حُنَيْن، وأمرَهُ رسول اللَّه ﷺ أن يَحْبِسَ السَّبايا والأموال بالجِعرَانَةِ .
سَلِيطُ بنُ عَمْرٍو:
هو سَلِيطُ بن عَمْرٍو القُرَشيُّ العَامِريُّ، كان من المُهَاجِرِين الأوَّلين مِمَّنْ هاجرَ الهِجْرَتَيْن، وهو الذِي بعثَهُ رسُول اللَّه ﷺ إلى هَوْذَةَ بنِ عَلِيٍّ الحَنَفِيِّ مَلِكِ اليَمَامة، وذلك سنةَ ستٍّ أو سبع من الهجرة .
أخُوهُ حَاطِب بن عمرو:
هوَ حاطِبُ بن عَمْرٍو القُرَشي العامري، أسلمَ قَبْلَ دُخُول الرسول ﷺ دار الأرقَمِ بن أبي الأرقَمِ، وهو أوَّلُ مَنْ هاجَرَ إلى أَرضِ الحبَشَة، وشَهِدَ بَدْرًا مع النبيِّ ﷺ .
خُنَيْسُ بنُ حُذَافَةَ:
هو خُنَيْسُ بنُ حُذَافَةَ القُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ، كان من السّابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة، ثُمَّ رجع فهاجر إلى المدينة، وشَهِدَ بدرًا، وأصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ يومَ أُحُدٍ فمات منها، وكان زوجَ حفصةَ بنت عمر بن الخطاب، فلما تُوُفِّي تزَّوجها رسول اللَّه ﷺ .
عَامِرُ بنُ رَبِيعَةَ:
هو عامرُ بنُ رَبِيعَةَ، كان أحدَ السَّابقين الأولين، وهاجر إلى الحبشة، ومعه امرأتُهُ لَيْلى بنت أبي حثمة، وهاجر إلى المدينة، وشَهِد بدرًا وما بعدها. توفِّي -رضي اللَّه عنه- سنةَ اثنتين وثلاثين، وقيل: سبع وثلاثين بعد قَتلِ عُثْمَانَ بأيَّام .
حَاطِبُ بنُ الحَارِثِ:
هو حَاطِبُ بنُ الحَارِثِ الجُمَحِيُّ، هاجرَ هو وزوجُهُ فاطمةُ بنت المُجَلَّل القرشية العامرية إلى أرض الحبشة، فولدتْ له ابنَيْه محمدًا والحارث، ومات -رضي اللَّه عنه- بأرض الحبشة .
وامْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ المُجَلَّلِ:
هي فَاطِمَةُ بنتُ المُجَلَّلِ القُرَشِيَّةُ العَامِرِيَّةُ، أمُّ جَمِيل، كانت من السَّابقين إلى الإسلام، وممَّنْ هاجرَ إلى الحبشة هي وزوجُهَا حاطِبُ بن الحَارِثِ، وتوفِّي زوْجُهَا بالحبَشَةِ، وقدِمَتْ هِيَ وابناهَا إلى المَدِينَةِ .
وأخُوهُ حَطَّابُ بنُ الحَارِثِ:
هو حَطَّابُ بنُ الحَارِثِ القُرَشي الجُمَحِيُّ، هاجر -رضي اللَّه عنه- إلى أرض الحبشة مع أخيه حَاطب ومعه امرأته فكيهَةُ بنتُ يَسَار، ومات حَطَّابٌ في الطرِيقِ إلى أرض الحبشةِ، لم يَصِلْ إِلَيْهَا .
وامرَأتُهُ فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَسَارٍ:
هي فكَيْهَةُ بنتُ يَسَارٍ امرأةُ حَطَّابِ بن الحارثِ الجُمَحِيِّ، ذكرها ابن إسحاق فيمنْ أسْلَمَ قَدِيمًا من المهاجرات، وقال ابن سعد: أسلمَتْ قَدِيمًا بمكة وبايَعَتْ وهَاجَرَتْ الهجرتَيْن .
مَعْمَرُ بنُ الحَارِثِ:
هو مَعْمَرُ بنُ الحَارِثِ القُرَشِي الجُمَحِيُّ أخو حَاطِبٍ وحَطَّابٍ، أسلمَ قبلَ دُخُولِ الرسول ﷺ دارَ الأَرقمِ، وهاجَرَ إلى المدينة، وشَهِدَ بَدرًا، وأُحُدًا والمشاهِدَ كلهَا، وتوفِّي في خِلافةِ عُمَر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه .
السَّائِبُ بنِ مَظْعُونٍ:
هو السَّائبُ بن مَظْعُونٍ الجُمَحِيُّ، أسلم في أول الإسلام، وهاجَرَ إلى الحبشة الهجرة الثانيةَ، وشَهِدَ بدرًا، والمشَاهِدَ كلهَا، وقُتل -رضي اللَّه عنه- في معركةِ اليَمَامة في خلافة أبي بكرٍ الصِّديق -رضي اللَّه عنه- وعمره بضع وثلاثون سنة .
المُطَّلِبُ بنُ أزْهَرَ:
هو المُطَّلِبُ بنُ أزْهَرَ بنِ عَبْدِ عَوْفٍ القُرَشِيُّ، من السابقين إلى الإسلام، ومِنْ مُهَاجِرَةِ الحبشة، وبها مات .
وامْرَأَتُهُ رَمْلَةُ بِنْتُ أبي عوفٍ:
هي رَمْلَةُ بنتُ أَبِي عَوْفِ بن صبرَةَ بنِ سَهْمٍ، أسلمت بمَكة قديمًا، وبايعت وهاجرَت مع زوجها المطلبِ بن أزهرَ إلى الحبشة، وولدت له ابنَه عبدَ اللَّه .
نُعَيْمُ بنُ عَبْدِ اللَّه النَّحَّامُ:
هو نُعَيمُ بن عبدِ اللَّه النَّحَّام القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ. أسلم -رضي اللَّه عنه- قَدِيمًا أوَّل الإسلام، ولم يُهَاجر إلى المدينة إلا بعد سِتِّ سنين للهجرة عام الحُدَيْبِيَةِ؛ وذلك بسببِ إنْفَاقِهِ على أرَامِلِ قومه، ثم شَهِدَ ما بعدها من المَشَاهِدِ، فلما قَدِمَ المدينة كان معه أربعُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فاعتنَقَهُ النبيُّ ﷺ وقبَّلهُ، وقُتِلَ -رضي اللَّه عنه- يوم اليَرْمُوكِ شَهِيدًا سنة خمسَ عشْرةَ في خلافة عمر -رضي اللَّه عنه- وقيل: استُشْهِدَ بأجْنَادِينَ سنة ثلاثَ عشْرةَ في خلافة أبي بكر - رضي اللَّه عنه .
خَالِدُ بنُ سَعِيدِ بنِ العَاصِ
هو خالدُ بن سَعِيدِ بن العاصِ القُرَشيُّ الأُمَوِيُّ، أحد السابقين الأوَّلين، وهاجر -رضي اللَّه عنه- إلى الحبشَةِ مع امرَأتِهِ أُمَيْمَةَ بنتِ خَالِدٍ الخُزَاعِيَّةِ، وولدت له ابنهُ سَعِيدًا، وهاجر إلى المدينة مع جَعْفَرِ بن أَبِي طالبٍ، والنبيُّ ﷺ بخيبر، ثم استعْمَلَهُ أَبُو بكر على جيشٍ من جيوشِ المسلمين حينَ بعثَهُم إلى الشام، فَقُتِل بِمَرْجِ الصُّفْرَةِ سنةَ أربعَ عشْرةَ في صَدْرِ خِلافَةِ عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه .
امْرَأَتُهُ أَمَيمَةُ بِنْتُ خَلَفٍ:
هي أمَيْمَةُ بنتُ خَلَفٍ الخُزَاعِيَّة، وهي زوج خَالِدِ بنِ سَعِيدِ بن العاصِ، من السابقات إلى الإسلام، هاجرت إلى الحبشة وولَدت له سعيدًا .
أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ:
هو أبو حُذَيْفَةَ بنُ عُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، واسمُهُ مِهْشَمٌ، وقيل: هُشَيْمٌ، من المهاجرين الأوَّلين، وهاجر الهجرتين جميعًا، وشهد بدرًا، وأُحدًا، والمَشَاهد كلَّها، وقُتِل -رضي اللَّه عنه- يوم اليمامة شهيدًا وهو ابن ثلاث أو أربع وخمسين سنةً .
وَاقِدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
هو وَاقِدُ بنُ عَبْدِ اللَّه بنِ مَنَافٍ اليَرْبُوعِيُّ، أسلم قَبْلَ دخول الرسول ﷺ دار الأرقم، وهو أول من قتَل كافرًا في الإسلام، قتَل عَمْرَو بنَ الحَضْرَمِيِّ أول مَقْتُولٍ من المشركين في الإسلام، وشَهِد بدرًا، وأُحدًا، والمَشَاهِدَ كلهَا مع رسول اللَّه ﷺ، تُوفِّي -رضي اللَّه عنه- في خِلافة عمر بن الخطاب .
خَالِد بنُ البُكَيْرِ:
هو خالدُ بن البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَالِيلَ اللَّيْثيُّ الكِنَانيُّ، من السابقين إلى الإسلام، وشهد بدرًا، وقُتِل -رضي اللَّه عنه- يومَ الرَّجِيعِ في صفر سنة أربعٍ من الهجرة، وكان عُمُرُه -رضي اللَّه عنه- لَمَّا قُتل أربعًا وثلاثين سنةً -رضي اللَّه عنه .
عَامِرُ بنُ البُكَيْرِ:
هو عامرُ بن البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَالِيلَ اللَّيْثيُّ الكِنَانيُّ، من السابقين الأولين، وشَهِدَ بَدْرًا هو وإخوتُهُ: إيَاسٌ، وعَاقِلٌ، وخالدٌ، وقُتِل عامرٌ -رضي اللَّه عنه- في معركة اليَمَامة شهيدًا .
عَاقِلُ بنُ البُكَيْرِ:
هو عاقلُ بن البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَالِيلَ اللَّيْثيُّ الكِنَانيُّ، كان -رضي اللَّه عنه- من السابقين إلى الإسلام هو وإخوته: خالدٌ، وإيَاسٌ، وعامرٌ، وشهد هو وإخوته بدرًا .
إيَاسُ بن البُكَيْرِ:
هو إياسُ بن البُكَيْر بنِ عَبْدِ يَالِيلَ اللَّيْثيُّ الكِنَانيُّ، من السابقين إلى الإسلام، أسلم -رضي اللَّه عنه- ورسول اللَّه ﷺ في دارِ الأرقم، وكان -رضي اللَّه عنه- من المُهَاجِرِينَ الأوَّلين، وشهِدَ هو وإخوتُهُ بدرًا، وشهد -رضي اللَّه عنه- أُحدًا، والخنْدَقَ، والمشاهِدَ كُلَّها مع رسول اللَّه ﷺ، وتوفِّي -رضي اللَّه عنه- سنة أربع وثلاثين .