مسروح:
كانت أمُّه ثُوَيْبَةُ مَوْلاة أبي لهب تُرضع النبيَّ ﷺ بلَبَنه، ولم نجد لنَسَبه ذكر أكثر من ذلك، قال ابن حجر في الإصابة (13/ 228): "وقال ابنُ سَعْد: أخبرنا الواقدي، عن غير واحد من أهل العلم قالوا: كانت ثُويبةُ مرضعة رسول الله ﷺ يَصِلها وهو بمكة، وكانت خديجةُ تُكرمها وهي على ملك أبي لهب، وسألته أن يبيعها لها فامتنع، فلما هاجر رسول الله ﷺ أعتقها أَبو لهب، وكان رسول الله ﷺ يبعث إليها بصِلة وبكسوة حتى جاء الخبر أنها ماتت سنة سبع، مَرجعَه من خيبر، ومات ابنها مسروح قبلها. قلت: ولم أقف في شيء من الطُّرق على إسلام ابنها مسروح، وهو محتمَل".
حمزةُ بنُ عبد المطَّلب:
هو حمزةُ بنُ عبد المطَّلب بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لؤَيِّ بْنِ غالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ. وَأُمُّهُ هَالَةُ بِنْتُ أَهْيَبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ، عمُّ النبيِّ ﷺ وأخوه من الرضاعة - رضي الله عنه - أرضعتهما ثُوَيبةُ مولاة أبي لهب، وأيضًا كان حمزةُ مسترضَعًا في بني سعدِ بنِ بكرٍ، فأرضعت أمُّه رسول الله ﷺ يومًا وهو عند أمِّه حليمةَ، فكان حمزةُ أخا النبيِّ ﷺ في الرضاعة من جهتين: من جهة ثُويبة، ومن جهة السَّعدية. وُلد قبل النبيِّ ﷺ بسنتين، وقيل: بأربع، وأسلم في السنة الثانية من البعثة، ولازَم نَصْر رسول الله ﷺ، وهاجَر، وشهد بدرًا، وقُتل -رضي الله عنه - على يد وَحْشيِّ بنِ حربٍ في غزوة أحد في شوال من السنة الثالثة للهجرة، ودُفن هو وعبد الله بن جحش في قبر واحد؛ أخرج البخاريُّ (5100) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: أَلاَ تَتَزَوَّجُ ابْنَةَ حَمْزَةَ؟ قَالَ: «إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ»، وفي لفظ مسلم (1447) فَقَالَ: «إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي؛ إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَيَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الرَّحِمِ». وعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال: ((سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ، فَأَمَرَهُ، وَنَهَاهُ، فَقَتَلَهُ)) رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني.
عبد الله بنُ عبدِ الأسد المخزوميُّ:
هو أَبُو سَلمَة عبدُ الله بنُ عبد الْأسد بنِ هِلَال بنِ عبد الله بن عُمَرَ بنِ محزومِ بْن يقظةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْب الْأَسديّ، القرشي المخزومي، أَبُو سلمة المكِّي، والد عُمَرَ بن أَبي سَلَمَةَ، وزينب بنت أَبِي سَلَمَةَ، أخو النبيِّ ﷺ من الرضاعة، أرضعته ثُويبةُ بعد أن أرضعت النبيَّ ﷺ، وهو من السابقين الأوَّلين إلى الإسلام، أسلم بعد عشَرةِ أنفس، وهو ابن عمَّةِ النبيِّ ﷺ، أمُّه بَرَّةُ بنتُ عبد المطَّلب، هاجر الهجرتين، وشَهِد بدرًا وأُحدًا، ومات بعد أُحد بشهر في العام الثالث للهجرة؛ أخرج البخاريُّ (5107): أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، انْكِحْ أُخْتِي بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: «وَتُحِبِّينَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ ذَلِكِ لاَ يَحِلُّ لِي»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: «بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ»، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَوَاللهِ لَوْ لَمْ تَكُنْ فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي، إِنَّهَا لاَبْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلاَ تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلاَ أَخَوَاتِكُنَّ». والمعنى أنها إن كانت بنتَ أبي سلمةَ من أمِّ سلَمةَ، فيكون تحريمها من وجهين؛ الأوّل: أنها ربيبته ﷺ، والربيبة بنت الزوجة من زوج آخر. والثاني: أنها ابنة أخيه من الرَّضاعة.
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
هو أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لؤَيِّ بْنِ غالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ. واسمه الْمُغيرة. وأمُّه غزيةُ بِنْت قَيْس بنِ طريفِ بْنِ عَبْد العُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْن فِهْرٍ. وهو ابن عمِّ النبيِّ ﷺ، وأخوة من الرضاعة، أرضعته حليمةُ معه ﷺ، وكان شديدَ العداوة لرسول الله ﷺ، ثم أسلم عامَ الفتح وحَسُن إسلامه.
عبدُ الله بنُ الحارث بن عبد العُزَّى:
أخو أُنَيْسةَ بنت الحارث، وخِذامةَ أو حُذافة بنت الحارث، وهي الشيماء (لَقَب غلب على اسمها)، وهم أولاد الحارث بن عبد العُزَّى، وهؤلاء الثلاثة إخوة النبي ﷺ من الرضاعة، حيث أرضعت حليمةُ السعدية النبيَّ ﷺ بلَبن ابنها عبد الله، وَذَكَرُوا أَنَّ الشيماء كَانَتْ تَحْضُنُ رَسُول اللَّهِ ﷺ مَعَ أمِّه إذا كَانَ عِنْدَهُمْ.