هي أكبر شبه جزيرة في العالم، يبلغ متوسِّط عرضها سَبعمِائة ميل، ومنتهى طولها ألف ومائتا ميل، ومساحتها تبلغ حوالي مليون ميل مربَّع .
ويطلق العرب عليها – تجاوزًا - اسم جزيرة العرب ، حيث تكاد البحار والأنهار تُحيط بها من جميع أقطارها وأطرافها، فالخليج العربي، والبحر العربي، والبحر الأحمر تحدُّها من الشرق والجنوب والغرب، ويكمل الفرات الحدَّ الشرقي، كما يُكمل النيل الحدَّ الغربي؛ ليلتقيا بالحد الشمالي، وهو البحر المتوسط، وهذا التحديد الذي يقول به الهمداني يُدخل بلاد الشام كلها، والبادية التي بين العراق والشام، وبادية سيناء في جزيرة العرب ، وهو يتَّفق مع التحديد الذي قال به "هيرودوت"، حيث اعتبر النيل الحد الغربي لقارة آسيا، وجعل صحراء مصر الشرقية - كما هي معروفة الآن - جزءًا من الجزيرة العربية ، والفارق بين تحديد الهمداني وهيرودوت أن الأول لم يُدخل صحراء مصر الشرقية في جزيرة العرب، وبتحديد الهمداني أخذ بعض الجغرافيين المحدَثين ، ويختلف الجغرافيون في الحدِّ الشمالي؛ فمنهم من يجعله صحراء النفود، وبذلك يُخرجون بادية الشام من جزيرة العرب، غير أن طبيعة الأرض الجيولوجية تُدخل بادية الشام وسيناء فيها؛ إذ إنها جزء لا يختلف من حيث طبيعتُه الصحراوية، وخواصُّه عن سائر أنحاء بلاد العرب .
وعلى ذلك فحدُّ جزيرة العرب من الشرق بحر عمان، وخليج البصرة - خليج العرب - ونهر الفرات، ومن الجنوب بحر العرب، ومن الغرب البحر الأحمر وبرزخ السويس - قناة السويس حاليًّا - ومن الشمال البحر المتوسط.
وتحتلُّ جزيرة العرب موقعًا ممتازًا بين قارات العالم الثلاث القديمة، فهي تقع في الركن الجنوبي الغربي من قارة آسيا، كما تتصل بالقارة الأفريقية في ركنها الشمالي الشرقي حيث برزخ السويس قديمًا وقناة السويس في الوقت الحاضر، كما أنها تشرف بحدِّها الشمالي على شرق البحر المتوسط الذي يصلها بقارة أوربا، أما من ناحية الخريطة الحضارية للعالم قبيل الإسلام، فإنها تقع عند نقطة التقاء الحضارتين السائدتين يومئذ، وهما حضارة الفرس وحضارة والروم.