فضائل أولى قبلتي النبي ﷺ المسجد الأقصى

للمسجد الأقصى فضائلُ عظيمةٌ، وهو من أكبر مساجد الإسلام بعد المسجد الحرام والمسجد النبويِّ الشريف.

سبب تسميته المسجد الأقصى:

سبب تسميته بالمسجد الأقصى، قيل فيه ما يلي[1] :

  •  سُمِّيَ الْأَقْصَى لِبُعْدِهِ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي الْمَسَافَةِ، وَقِيلَ: فِي الزَّمَانِ.
  •  لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ حِينَئِذٍ وَرَاءَهُ مَسْجِدٌ.
  •  لِبُعْدِهِ عَنِ الْأَقْذَارِ وَالْخَبَثِ.
  •  هُوَ أَقْصَى بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ؛ لِأَنَّهُ بَعِيدٌ مِنْ مَكَّةَ وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ أَبْعَدُ مِنْهُ.

أسماء بيت المقدس:

لِبَيْتِ الْمَقْدِسِ عِدَّةُ أَسْمَاءَ تَقْرُبُ مِنَ الْعِشْرِينَ، مِنْهَا[2] :

  1.  إِيلِيَاءُ.
  2.  إيليا.
  3.  إلْيَاء.
  4.   الإلياء.
  5.  بَيْتُ الْمَقْدِسِ.
  6.  بيت الْمَقَّدِس.
  7.  الْقُدْسُ.
  8.  القُدُسُ.
  9.  شَلَّمُ.
  10.  سَلَّم.
  11.  شَلَامُ.
  12.  سَلِمُ.
  13.  أُورِي سَلِمَ.
  14.  كُورَةُ.
  15.  بَيْتُ أَيْلٍ.
  16.  صِهْيَوْنُ.
  17.  مِصْرُوثُ.
  18.  كُورْشِيلَا.
  19.  بَابُوسُ.

فضائل المسجد الأقصى:

للمسجد الأقصى فضائل كثيرة، منها ما يلي:

1) أنه أحد المساجد الثلاثة التي أَذِن الشرع في شدِّ الرحال والسفر إليها بقصد العبادة والصلاة فيها؛

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ((لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ ﷺ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى" رواه البخاري ومسلم.

 قال ابن حجر في فتح الباري (3/ 65): "فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَضِيلَةُ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ وَمَزِيَّتُهَا عَلَى غَيْرِهَا لِكَوْنِهَا مَسَاجِدَ الْأَنْبِيَاءِ، وَلِأَنَّ الْأَوَّلَ قِبْلَةُ النَّاسِ، وَإِلَيْهِ حَجُّهُمْ، وَالثَّانِي كَانَ قِبْلَةَ الْأُمَمِ السالفة، وَالثَّالِث أُسِّس على التقوى".

2) الصلاة في المسجد الأقصى تَفضُل الصلاةَ في غيره بمِائتين وخمسين صلاةً، ما عدا المسجدَ الحرام والمسجد النبويَّ؛ عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: تَذَاكَرْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَيُّمَا أَفْضَلُ: مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَوْ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ سِيَةِ قَوْسِهِ مِنَ الْأَرْضِ حَيْثُ يَرَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرًا لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» رواه الطبراني في المعجم الأوسط (8230) والطحاوي في مشكل الآثار (1 / 248)، والبيهقي في الشعب (4145)، والحاكم في المستدرك (8553) وصححه الذهبيُّ، والألبانيُّ في السلسلة الصحيحة (6/ 954).

فالصلاة في المسجد النبويِّ خير من ألف صلاة فيما سواه؛ روى البخاريُّ ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ».

3) المسجد الأقصى هو ثاني مسجد بُني على الأرض؛ روى البخاريُّ ومسلم عن أبي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: «المَسْجِدُ الحَرَامُ» قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «المَسْجِدُ الأَقْصَى»، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ؛ فَإِنَّ الفَضْلَ فِيهِ».

قال ابن حجر في فتح الباري (6/ 408، 409): "وَلَيْسَ إِبْرَاهِيمُ أَوَّلَ مَنْ بَنَى الْكَعْبَةَ، وَلَا سُلَيْمَانُ أَوَّلَ مَنْ بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ؛ فَقَدْ رُوِينَا أَنَّ أَوَّلَ مَنْ بَنَى الْكَعْبَةَ آدَمُ، ثُمَّ انْتَشَرَ وَلَدُهُ فِي الْأَرْضِ، فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ بَعْضُهُمْ قَدْ وَضَعَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ بَنَى إِبْرَاهِيمُ الْكَعْبَةَ بِنَصِّ الْقُرْآنِ، وَكَذَا قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: إِنَّ الْحَدِيثَ لَا يَدُلُّ عَلَى أَن إِبْرَاهِيم وَسليمَان لما بنيا المسجدين ابتدآ وَضْعَهُمَا لَهُمَا؛ بَلْ ذَلِكَ تَجْدِيدٌ لِمَا كَانَ أسَّسه غَيرهمَا".

4) سأل سليمان - عليه السلام - ربَّه وهو يبني بيت المقدس أن يَخرُج من صلَّى فيه من خطيئته كيوم ولدته أمه؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَمَّا اثْنَتَانِ، فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ» رواه أحمد وابن ماجه والنسائي وصححه الألبانيُّ.

5) لا يدخله الدجَّال؛ عن جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: أَتَيْنَا رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَلاَ تُحَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ النَّاسِ، فَشَدَّدْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِينَا فَقَالَ: «أَنْذَرْتُكُمُ الْمَسِيحَ وَهُوَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ - قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: الْيُسْرَى - يَسِيرُ مَعَهُ جِبَالُ الْخُبْزِ وَأَنْهَارُ الْمَاءِ، عَلاَمَتُهُ يَمْكُثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، يَبْلُغُ سُلْطَانُهُ كُلَّ مَنْهَلٍ، لاَ يَأْتِي أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: الْكَعْبَةَ، وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ، وَالْمَسْجِدَ الأَقْصَى، وَالطُّورَ» رواه أحمد وصححه الأرنؤوط وقال ابن حجر في فتح الباري (13/ 105): "وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ".

شدُّ الرحال إلى المسجد الأقصى:

(لا تشد الرحال) لا يُسافر بقصد العبادة والصلاة فيها،

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ((لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ ﷺ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى" رواه البخاري ومسلم.

 قال ابن حجر في فتح الباري (3/ 65): "فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَضِيلَةُ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ وَمَزِيَّتُهَا عَلَى غَيْرِهَا لِكَوْنِهَا مَسَاجِدَ الْأَنْبِيَاءِ، وَلِأَنَّ الْأَوَّلَ قِبْلَةُ النَّاسِ، وَإِلَيْهِ حَجُّهُمْ، وَالثَّانِي كَانَ قِبْلَةَ الْأُمَمِ السالفة، وَالثَّالِث أُسِّس على التقوى".



[1] فتح الباري لابن حجر (3/ 64).

[2] فتح الباري لابن حجر (3/ 64، 65).

للاستزادة


  1. فتح الباري لابن حجر (3/ 64).
  2. نيل الأوطار (8/ 290).

اخترنا لكم


دلائل النبوة تفرُّده ﷺ بالسيادة يوم القيامة على جميع الأنبياء
تفرُّده ﷺ بالسيادة يوم القيامة على جميع الأنبياء

لا خلاف في أن نبيَّنا محمدًا ﷺ أفضل البشر، وسيِّد ولد آدم يوم القيامة، وهو أفضل الأنبياء والمرسَلين، وأفضل الأوَّلين (...)

دلائل النبوة نشأة النبي ﷺ وتصرُّف الأحوال به حتى جاءه الوحي
نشأة النبي ﷺ وتصرُّف الأحوال به حتى جاءه الوحي

نشأ النبيُّ ﷺ مجبولًا على الأخلاق الحميدة في أصل خِلْقَتِه، وَأَوَّلِ فِطْرَتِهِ، بِجُودٍ إلَهِيٍّ، وخُصُوصِيَّهٍ رَبَّانِيَّةٍ، فقد حبا الله تعالى (...)

دلائل النبوة بدء الوحي للنبي ﷺ
بدء الوحي للنبي ﷺ

عندما اقترب نزول الوحي على النبيِّ ﷺ، بدأت تَلُوحُ آثارُ النُّبُوَّةِ عليه ﷺ، وتهيئته لاستقبال الوحي، وكان أول ما بُدئ به الرؤيا الصادقة أو الصالحة، ف (...)

دلائل النبوة كلام النبي ﷺ مع أبي جهل، وما رآه من العبر والآيات
كلام النبي ﷺ مع أبي جهل، وما رآه من العبر والآيات

لقد أظهر أبو جهل العداوة والبغضاء للنبيِّ ﷺ، رغم شهادته للنبي ﷺ بالصدق والأمانة، وقد قال الله عنه وعن أمثاله من المشركين وأهل الكتاب وغيرهم ممن كذَّبو (...)