كان فضل السابقين الأوَّلين إلى الإسلام عظيمًا، فإنهم الرَّعِيلُ الأَوَّلُ، وطَلِيعَةُ الإِسْلَمِ، ومن حملوا همَّ الدعوة للإسلام من بدايتها، وتحمَّلوا المشاقَّ لتبليغ دعوة ربِّهم، نذكر عددًا منهم رضوان الله عليهم أجمعين.
أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأسَدِ:
هو عبدُ اللَّه بن عبدُ الأسَدِ القُرَشي المَخْزُومِيُّ، يُكنى أبا سَلَمة، وهو ابن عمَّة رسول اللَّه ﷺ، أمُّه بَرَّة بنت عبدِ المطلب، وهو أخُو النبيِّ ﷺ، وحمزةَ بنِ عبد المطلب من الرَّضاعةِ، أرضعتْهُمْ ثُوَيْبَةُ مَوْلاةُ أبي لَهَبٍ. وهو منَ السَّابقين الأوَّلين إلى الإسلام، شَهِد بدرًا وأُحُدًا، ومات في جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة .
الأرْقَمُ بنُ أَبِي الأَرْقَمِ:
هُوَ الأرْقَمُ بنُ أَبِي الأَرْقَمِ، القُرَشِيُّ المَخْزُومِيُّ، كان مِنَ السَّابقينَ الأولينَ إلى الإسلام، شَهِدَ بَدْرًا، وهُوَ الذي اسْتَخْفَى رسُول اللَّه ﷺ في دَارِهِ، والمسلمون معه بَمَكَّةَ لَمَّا خَافُوا المُشْرِكين. توفِّي -رضي اللَّه عنه- سنة ثلاث وخمسين، وهو ابنُ ثلاثٍ وثمانينَ سنةً، ودُفِنَ بالبقيع -رضي اللَّه عنه .
عُثْمَانُ بنُ مَظْعُونٍ:
هو عُثْمَانُ بن مظعُونٍ الجُمَحِيُّ، من سَاداتِ المُهَاجرين، أسلم بعد ثلاثةَ عشَرَ رَجُلًا، وهاجرَ الهِجْرَتَيْنِ، وشَهِدَ بدرًا، وكان مِنْ أشَدِّ الناس اجْتِهَادًا في العبادة، يصُومُ النَّهَارَ، ويقُومُ اللَّيْلَ، ويعتَزِلُ النِّسَاءَ. توفِّي -رضي اللَّه عنه- بعدَ شُهُودِهِ بَدْرًا في السنة الثانية من الهجرة، وهو أوَّل مَنْ مات بالمدينةِ من المُهَاجرين، وأول من دُفن بالبَقِيعِ منهم .
قُدَامَةُ بن مظعون:
هو قُدَامَةُ بنُ مَظْعُونٍ القرشِيُّ الجُمَحِيُّ، أحو عثمانَ بنِ مظعون، وهو خالُ حَفْصَةَ وعبد اللَّه ابنَيْ عُمَرَ بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أجمعين - مِنَ السَّابِقِينَ الأوَّلين إلى الإسلام، وشَهِدَ بَدْرًا، وأُحُدًا، وسائر المشَاهِدِ معَ رسُولِ اللَّه ﷺ. تُوُفِّي -رضي اللَّه عنه- سنة ستٍّ وثلاثين من الهجرةِ، وهو ابن ثمانٍ وستين سنة .
عَبْدُ اللَّهِ بن مظعون:
هو عبد اللَّه بنُ مَظْعُون الجُمَحِيُّ، أحو عثمانَ بنِ مظعون، من السابقين إلى الإسلامِ، هاجَرَ إلى الحبشَةِ الهِجْرة الثانية، وشَهِدَ بَدرًا، وتوفِّي -رضي اللَّه عنه- في خِلافَةِ عُثْمَانَ بن عفَّان سنة ثلاثين من الهجرة، وهو ابنُ سِتِّين سنةً .
عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ:
هو عُبَيْدَةُ بن الحارِثِ بن عبدِ المطلب القُرَشِيُّ، كان من السَّابقين إلى الإسلام، وشَهِدَ عبيدةُ بدرًا، وقُتِل فيها -رضي اللَّه عنه- وذلك سنةَ اثنتين من الهجرة .
سَعِيدُ بنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ:
هو سَعِيدُ بنُ زَيْدِ بن عَمْرِو بن نُفَيْلٍ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ، أحدُ العَشَرَةِ المَشْهُودِ لهم بالجنة، وهو ابنُ عَمِّ عُمَرَ بن الخَطاب -رضي اللَّه عنه- وكان صِهْرَ عُمَرَ زَوْجَ أختِهِ فاطِمَةَ بنتِ الخطاب، أسلمَ قَدِيمًا، وكان مُسْتَجَابَ الدَّعْوة. تُوُفي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بالعقيق، فحُمِلَ إلى المدينة سنة خمسين، وقيل: إحدى وخمسين، وهو ابن بِضْعٍ وسَبْعِينَ سنة .
فَاطِمَةُ بِنْتُ الخَطَّابِ:
هي فاطمَةُ بنتُ الخطَّاب القُرَشِيَّةُ العَدَوِيُّة، أختُ عمرَ بن الخطاب، وزوجة سعيد بن زيدٍ، أسلَمَتْ قَدِيمًا أَوَّل الإسلام مع زَوْجِهَا سَعِيد، قبل إسلام أخِيهَا عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أجمعين .
أسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ:
هي أسماءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدَيق، زوجِ الزُّبَيْرِ بن العوام، ووالِدَةُ عبد اللَّه بنِ الزُّبَيْرِ، وهِيَ أُخْتُ أُمِّ المؤمِنِين عَائشَة لأبيها، أسلمت قَدِيمًا بمَكة، وهي ذاتُ النِّطَاقَيْنِ، بلغتْ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - مائةَ سنةٍ لم يَسْقُطْ لها سِنٌّ، ولم يُنْكَرْ لهَا عَقْلٌ. تُوفِّيت - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - بعدَ مَقْتَلِ ابنها عبدِ اللَّه بأيام، وذلك في سنة ثلاث وسبعين للهجرة .
أُمُّ الفَضْلِ لُبَابَةُ الكُبْرَى بِنْتُ الحَارِثِ:
هي لُبَابَةُ بنت الحارث، الهِلَالِيَّة، زوجةُ العبَّاس بنِ عبد المطلب -رضي اللَّه عنه- وهيَ أُختُ أُمِّ المؤمنين مَيْمُونَةَ، وخالةُ خَالِدِ بن الوَليدِ، وأختُ أسماءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ لِأُمِّهَا. توفِّيت - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - في خلافة عُثْمَانَ بن عَفَّان قبل زَوْجِها العباس .
خَبَّابُ بنُ الأرَتِّ:
هو خَبَّابُ بنُ الأرَتِّ، حَلِيفٌ لبَنِي زُهْرَةَ، كان حَدّادًا يعمل السُّيُوفَ في الجاهلية، فأصابه سَبْيٌ فَبِيعَ بمَكَّةَ. كان -رضي اللَّه عنه- من السَّابقين الأولين إلى الإسلام، ومِمَّنْ عُذِّب في سبيل اللَّه تَعَالَى، وشَهِدَ بَدرًا، وأُحدًا، والمشَاهِدَ كُلَّها مع رسول اللَّه ﷺ. نزلَ الكُوفَةَ ومات بها، وهو أوَّل من دُفِنَ بالكوفَةِ مِنَ الصَّحَابة، وكان موته سنة سبع وثلاثين من الهجرة وعمرُه ثلاثٌ وستون سنةً -رضي اللَّه عنه .
عُتْبَةُ بنُ غَزْوَانَ:
هو عُتْبَةُ بنُ غَزْوَانَ، أسلم سابعَ سَبْعَةٍ في الإِسْلَامِ، وهاجَرَ إلى الحبَشَةِ، وهو ابنُ أربعينَ سنةً، ثم عَاد إلى رسول اللَّه ﷺ وهو بمَكةَ، وشَهِدَ بَدْرًا، والمَشَاهِدَ مع رسول اللَّه ﷺ، وكان عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- أقرَّهُ على البصْرَةِ، فاستَعْفَى عُمَرَ عن وِلايتها، فأبى أن يُعْفِيَه، فقال -رضي اللَّه عنه-: اللهُمَّ لا تَرُدَّنِي إليها، فَسَقَطَ عن راحلته، فمات سنة سبع عشرة، وهو مُنْصَرِفٌ من مَكَّةَ إلى البصرة بموضعٍ يُقَالُ له: مَعْدِنُ بني سُليم. انظر أسد الغابة (3/ 201).
عُمَيْرُ بنُ أَبِي وقَّاصٍ:
هو عُمَيرُ بنُ أَبِي وقَّاصٍ القرشيُّ الزهريُّ، أخُو سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَدِيمُ الإسلام، مُهَاجِرِيٌّ، شَهِد بَدرًا مع النبي ﷺ، وقُتِل فيها وهو ابن ستَّ عشْرةَ سنةً، وذلك في السنة الثانية للهجرة .
عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودٍ:
هو عبدُ اللَّه بن مسعودٍ، الإمام الحَبْرُ، فقيهُ الأُمَّة، من السَّابِقِينَ الأولينَ، هاجرَ الهِجْرَتَيْنِ إلى الحبشةِ، وإلى المدينةِ، وهُوَ أوَّل من جَهَرَ بالقرآن، وأخذ مِنْ فَمِ الرَّسول ﷺ سبعين سورةً، ما ينازِعُهُ فيها أحد، وشَهِدَ بدرًا، وأُحُدًا، والخَنْدَقَ، وبيعَةَ الرِّضْوَانِ، وسائرَ المَشَاهِد مع رسول اللَّه ﷺ، ومناقِبُهُ غَزِيرَةٌ. توفِّي -رضي اللَّه عنه- بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، ودُفِن بالبقيع وعُمره ثلاثٌ وستون سنة .