للحِرار أهمية خاصَّة في التشكيل الجغرافي للجزيرة العربية، وهي تَكثُر في شبه جزيرة العرب، وخاصَّة في الأقسام الغربية، وتمتدُّ حتى تتَّصل بالحِرار التي في بلاد الشام في حوران، ولا سيما في الصفاة، كما توجد في المناطق الشرقية الجنوبية من نجد، وفي المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، وقد ذكر علماء العرب من المؤرِّخين والجغرافيين أسماء عدد منها، كما عثر السيَّاح الأجانب على عدد منها.
والحَرَّة أرض بركانية، وجمعها حِرار، يُقال لها: اللابة واللوبة ، وقد تكوَّنت من فعل البراكين، ويشاهد منها نوعان: نوع يتألَّف من فجوات البراكين نفسها، ونوع يتألَّف من حُمَمها اللابة Lava التي كانت تقذفها فتسيل على جوانب الفتحة، ثم تبرد وتتفتَّت بفعل التقلُّبات الجوية، فتكوِّن ركامًا من الأحجار البركانية التي تغطِّي الأرض بطبقات قد تكون رقيقةً، وقد تكون سميكة، وقد وصفها العلماء فقالوا: الحَرَّة أرض ذات حجارة سود نخرة، كأنها أُحرقت بالنار ، ويكون ما تحتها أرضًا غليظة من قاع ليس بأسودَ؛ وإنما سودها كثرة حجارتها وتدانيها، وتكون الحرَّة مستديرةً، فإذا كان لها امتداد مستطيل ليس بواسع، فذلك الكُرَاع .
وقد اشتَهر كثير من مناطق الحِرار بالخصب والنَّماء، وبكثرة المياه فيها؛ ولا سيَّما حِرار المدينة التي استُغلَّت استغلالًا جيدًا، ومنها خيبر، فكثرت قراها، وكثر سكَّانها، حتى قيل: إنها خير قرى عربية، غير أن ظهور العيون فيها بكثرة، جعلها موطنًا من مواطن الحمَّى، واشتهر أمرها في الحجاز، حتى قيل: حمى خيبر .