إسلام ابن عمه ﷺ علي بن أبي طالب

عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ بن عبد المطلِّب، ابنُ عَمِّ النبىِ ﷺ، وُلد قبلَ بَعْثَةِ النبيِّ ﷺ بعشْرِ سنينَ على الصَّحيح، فرُبِّيَ في حِجْرِ النبي ﷺ ولم يُفَارقْهُ، وشَهِدَ معه المَشَاهِدَ كُلَّها إلا غزْوَةَ تَبُوك، وزوَّجهُ ﷺ ابنتَهُ فاطمةَ، وقد قُتل -رضي اللَّه عنه- في صَبِيحَةَ يومِ الجُمُعة، في السابعَ عشَرَ من رمضانَ، سنةَ أربعين من الهجرة.

مناقب وفضائل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -:

كانت منَاقِبُ عليِّ بن أبي طالب – رضي الله عنه - وفضائِلُهُ كثيرةً جدًّا، لدرجة أن الإمام أحمدَ قال: "لم يُنْقَلْ لِأَحَدٍ منَ الصَّحابَةِ ما نُقلَ لِعَلِيٍّ".

إسْلامُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي اللَّه عنه -:

أسْلَمَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- وهو ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، ولَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ حِينَ أسْلَمَ، ولَمْ يَعْبُدِ الأوْثَانَ قَطُّ لِصِغَرِهِ، وهو أوَّلُ من أسْلَمَ مِنَ الصِّبْيَانِ.

عليُّ بن أبي طالب يعيش في بيت النبيِّ ﷺ:

كَانَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- ومِمَّا صَنَعَ اللَّهُ لَهُ، وأرَادَهُ بِهِ مِنَ الخَيْرِ: أَنَّ قُرَيْشًا أصَابَتْهُمْ أزْمَةٌ شَدِيدَةٌ، وكَانَ أَبُو طَالِبٍ ذَا عِيَالٍ كَثِيرٍ، فقَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ لِعَمِّهِ العَبَّاسِ - وَكَانَ مِنْ أيْسَرِ بَنِي هَاشِمٍ -: يَا أبَا الفَضْلِ، إِنَّ أخَاكَ أبَا طَالِبٍ كَثِيرُ العِيَالِ، وقَدْ أصَابَ النَّاسَ مَا ترى مِنْ هَذِهِ الأزْمَةِ، فانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ نُخَفِّفْ عَنْهُ مِنْ عِيَالِهِ، آخُذُ مِنْ بَنِيهِ رَجُلًا، وتَأْخُذُ أَنْتَ رَجُلًا، فَنَكْفُلُهُمَا عَنْهُ.

فَقَالَ العَبَّاسُ - رضي اللَّه عنه -: نَعَمْ، فانْطَلَقَا حتَّى أتَيَا أبَا طَالِبٍ، فقَالَا لَهُ: إنَّا نُرِيدُ أَنْ نُخَفِّفَ عنْكَ مِنْ عِيَالِكَ حتَّى يَنْكَشِفَ عنِ النَّاسِ مَا هُمْ فِيهِ.

فَقَالَ لَهُمَا أَبُو طَالِبٍ: إِذَا تَرَكْتُمَا لِي عَقِيلًا، فَاصْنَعَا مَا شِئْتُمَا.

فأخَذَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلِيًّا -رضي اللَّه عنه - فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وأَخَذَ العَبَّاسُ -رضي اللَّه عنه- جَعْفَرًا -رضي اللَّه عنه - فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، فلَمْ يَزَلْ عَلِيُّ -رضي اللَّه عنه - مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حتَّى بَعَثَهُ اللَّهُ نَبِيًّا، فاتَّبَعَهُ عَلِيٌّ -رضي اللَّه عنه- وَآمَنَ بِهِ، وَصَدَّقَهُ، وأخَذَ العبَّاسُ -رضي اللَّه عنه- جَعْفَرًا ﷺ، ولمْ يَزَلْ جَعْفرٌ -رضي اللَّه عنه- معَ العبَّاسِ -رضي اللَّه عنه- حتَّى أسْلَمَ، واسْتَعنَى عَنْهُ.


للاستزادة


  1. سيرة ابن هشام (1/ 282).
  2. الإصابة (4/ 464).

اخترنا لكم


الدعوة السرية مراتب الوحي للنبيِّ ﷺ
مراتب الوحي للنبيِّ ﷺ

كان يُوحى للنبيِّ ﷺ بطرق عديدة، تختلف في هيئتها، وتختلف في شدَّتها على النبيِّ ﷺ، فكانت مراتب الوحيِ بعضها أشدُّ من بعض، وهي كالتالي: 1) الرُّؤْيَا (...)

الدعوة السرية ذكر بعض السابقين الأولين في الإيمان بالنبي ﷺ
ذكر بعض السابقين الأولين في الإيمان بالنبي ﷺ

كان فضل السابقين الأوَّلين إلى الإسلام عظيمًا، فإنهم الرَّعِيلُ الأَوَّلُ، وطَلِيعَةُ الإِسْلَمِ، ومن حملوا همَّ الدعوة للإسلام من بدايتها، وتحمَّلوا (...)

الدعوة السرية فضائل خليفة النبي ﷺ أبي بكر في الدعوة للإسلام
فضائل خليفة النبي ﷺ أبي بكر في الدعوة للإسلام

لأبي بكر الصديق – رضي الله عنه – مناقب وفضائل عظيمة، وهو أفضل الأمة على الإطلاق بعد نبيِّها ﷺ، وخليفةُ رسول الله ﷺ، وثاني اثنين إذ هما في الغار، ولا ت (...)

الدعوة السرية استِخْفَاءُ النَّبيِّ ﷺ والمُسْلِمِينَ في دَارِ الأَرْقَمِ
استِخْفَاءُ النَّبيِّ ﷺ والمُسْلِمِينَ في دَارِ الأَرْقَمِ

كان الأرقم - رضي الله عنه- من السابقين الأولين، وكانت داره منتدى يجتمع فيه المسلمون، ويعبدون الله سرًّا، ويلقِّنهم النبيُّ ﷺ الإسلام وأصوله، ويتعهّدهم (...)