زواج والدَي النبي ﷺ عبدالله وآمنة

زواج عبد الله بآمنة بنت وهب

أصبح عبد الله مِلْءَ الأسماع والأبصار، ونَجْمًا في سماء قُريش بعد واقعة فدائه من الذبح، وقد كان عبد الله شابًّا، نَسِيبًا، جميلًا، وسيمًا، فتيًّا، قويَّ البُنيان؛ ما جعله حُلمًا وأملًا وغايةَ الأماني، للفتيات الحسناوات من شريفات قريش أن يصرن زوجًا له.

فرأى أبوه عبدُ المطَّلِب أن يزوِّجه فتاةً شريفةً من كرائم البيوت القُرشية، وهو شريف مكَّةَ وسيِّدها، العارفُ بالأعراق والأحساب، فوقع اختياره على أفضل امرأةٍ في قُرَيْشٍ نَسَبًا وَمَوْضِعًا، وهي آمنةُ بنتُ وهبِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ زُهْرةَ بنِ كِلابِ بنِ مُرَّةَ، ابنة سَيِّد بَني زُهْرةَ نَسَبًا وشَرَفًا، فكان رسول الله ﷺ أوسطَ قَوْمِه نَسَبًا، وأعظمَهم شَرَفًا مِن قِبَلِ أبيه وأُمِّه.

أُمَّهَاتُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ:

وأمُّ آمنةَ هي: بَرَّةُ بنتُ عبدِ العُزَّى بنِ عُثمانَ بنِ عبدِ الدَّارِ بنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ.

وأمُّ بَرَّةَ هي: أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ.

وأُمُّ أمِّ حَبِيبٍ هي: بَرَّةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ .

زواج عبد الله بآمنة:

أخذ عبد المطَّلب بيد ابنه عبدِ الله، وذهب به حتى أتى منازلَ بني زُهرةَ، وخطب آمنةَ، ثم بنى بها عبد الله في مكَّةَ، وأقام في بيت أبيها ثلاثةَ أيام على عادة العرب في ذلك، حتى كان اليومُ الرابع، انتقل بها إلى منازل بني عبد المطَّلب، وعاش الفتى النَّسِيب الوسيم والفتاة الوادعة الجميلة الشريفة أيَّامًا معدوداتٍ، لم تتجاوز عند جمهرة المؤرِّخين عشَرةَ أيام، هي عمر الحياة الزوجية في هذا الزواج المبارك.

حملُ السيدةِ آمنةَ برسول الله ﷺ:

في تلك الأيام المعدودة، حملت السيدة الشريفة آمنةُ بنتُ وهبٍ بسيِّد ولد آدم كلهم منذ خلق الله آدم حتى قيام الساعة، خاتم الأنبياء والمرسلين، وأطهر من وطئ الثرى، ومن ثَمَّ كانت أمومةُ آمنةَ هي أعظمَ أمومة في تاريخ البشر.

وقد تَوالَت على آمنةَ الرؤى والبُشريات بجلال قَدْر هذا الجَنين، فرأت فيما يرى النائم حين حَمَلت به أنه خرج منها نورٌ أضاء الأرض، وبَدَت منه قصورُ الشام؛ فقد روى أبو نُعيم في "دلائل النُّبوَّة" أن آمنةَ قالت: "رأيتُ كأنه خرج مني شهاب أضاءت له الأرض، حتى رأيتُ قصور الشام" ، وما كانت تلك الرؤى والمبشِّرات لتخفى دلالاتها على السيدة آمنةَ، وهي من هي ذكاءً وفِطنة، فقد فَهِمت أن من حملت به سيكون له شأن وذكر عظيم يطوف أرجاء الأرض.


للاستزادة


  1. سيرة ابن هشام (1/ 156).
  2. السِّيرة النَّبوِيَّة في ضوء القرآن والسُّنة للدكتور محمَّد أبو شُهبة (1/ 164).

اخترنا لكم


قبل الرسالة والنبوة ختان الرسول ﷺ وتَسْميَته
ختان الرسول ﷺ وتَسْميَته

خِتَانُ النبيِّ ﷺ:الصحيح في ختانه ﷺ أن عبد المطِّلِب جَدَّ النبيِّ ﷺ خَتَنَهُ يومَ سابِعه على عادة العرب.أخرج ابنُ عبد البَرِّ في "الاستيعاب" (1/ (...)

قبل الرسالة والنبوة أولاد النبيِّ ﷺ من السيدة خديجةَ
أولاد النبيِّ ﷺ من السيدة خديجةَ

من فضائل السيدة خديجة – رضي الله عنها – أنها قد اختارها الله تعالى لتكون والدةَ جميع أولاد النبيِّ ﷺ، (...)

قبل الرسالة والنبوة نجاة والد النبيِّ ﷺ من الذبح
نجاة والد النبيِّ ﷺ من الذبح

لَمّا أراد عبد المطَّلب، جَدُّ النبيِّ ﷺ أن يَحفِر بئر زمزم، أحسَّ بالضَّعف لَمَّا تحدَّته قبائل قريش، حيث لم يكن لديه إلّا ابنه الحارث، فنذر لله تعال (...)

قبل الرسالة والنبوة وفاة أم النبيِّ ﷺ وكفالة جَدِّه
وفاة أم النبيِّ ﷺ وكفالة جَدِّه

لَمَّا بَلَغَ النبيُّ ﷺ سِتَّ سِنِينَ، تُوُفِّيَتْ وَالِدَتُهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ بِموضع يسمَّى (الْأَبْوَاءَ)، وهِيَ رَاجِعَةٌ بِهِ إلَى مَكَّةَ بَعْدَ (...)