شُهود النبيِّ ﷺ حربَ الفِجَار

حَرْبُ الفِجَار هي حرب شهيرة وقعت بين قُريش ومن معها من كِنانةَ من جهة، وقَيْسِ عَيْلانَ وأحلافِها من جهة، وسببُ تسميته بـ(يوم الفِجَار) ما حدَث فيه من استحلال كِنانةَ وقَيْسِ عَيلانَ للمحارم بينهم، وقيل: سُمِّيت بذلك لِوُقُوعِهَا في الأشهرِ الحُرُمِ التي حرَّم الله فيها القتال.

سبب حرب الفِجَار:

كان سبب حرب الفِجَار أن النُّعْمان بنَ الْمُنذِر بعث بعِيرًا تحمِل المسكَ والحرير وغيرهما إلى سوق عُكاظ للتجارة، وأجارها له الرحَّال عروةُ بنُ عتبةَ بنِ جابرِ بنِ كلابٍ، فنزلوا على ماء يُقال له: (أُوَارَةُ)، فوثب الْبَرَّاضُ بْنُ قَيْسٍ، أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ - وكان خَلِيعًا - على عُرْوَةَ، فَقَتَلَهُ وَهَرَبَ إِلَى خَيْبَرَ، فَاسْتَخْفَى بِهَا، وَبَلَغَ قَيْسًا الْخَبَرُ آخِرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَنَادَاهُمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَنَّ مِيعَادَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هَذِهِ اللَّيَالِي مِن العام القادم، وَلَمْ تَقُمْ تِلْكَ السَّنَةَ سُوقُ عُكَاظٍ، فمكثت قُريش وغيرُها من كِنانةَ وأسدِ بنِ خُزيمةَ ومَن لَحِق بهم من الأحابيش سنةً يتأهَّبون لهذه الحرب، وتأهَّبت قَيْسُ عَيْلانَ وأحلافُها، ثم حضروا في الموعد من العام التالي، وَكَانَ الظَّفَرُ فِي أوَّلِ النَّهَارِ لِقَيْسٍ عَلَى قُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ، حتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطِ النَّهَارِ كَانَ الظَّفَرُ لِقُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ عَلَى قَيْسٍ، فقتلوهم قتلًا ذَريعًا، حتى نادى عتبةُ بنُ ربيعةَ يومئذ إلى الصُّلح، فاصطلحوا على أن عَدُّوا القتلى، ووَدَت قُريش لقيس ما قَتَلت، فضلًا عن قتلاهم، ووَضَعت الحرب أوزارها، فانصرفت قُريش وقَيس.

شهود النبيِّ ﷺ حرب الفِجَار:

شَهِد النبيُّ ﷺ حرب الفِجَار وكان عُمره خمسَ عشْرةَ سنةً، وقيل: كان عُمره عشرين سنةً، وكان يُجَهِّزُ لعمومته النَّبْلَ لِلرَّمْي، وقِيلَ: بل كان يَرُدُّ عَنْهُمْ نَبْلَ عَدُوِّهِمْ.


للاستزادة


  1. السيرة النبوية لابن كثير (1/ 255).
  2. الطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 101).
  3. سيرة ابن هشام (1/ 221).

اخترنا لكم


قبل الرسالة والنبوة بركة النبيِّ ﷺ في بيت حليمة
بركة النبيِّ ﷺ في بيت حليمة

نِسْوة بني سعد والتماس الرُّضَعاء:خرجت حليمةُ من بلدها مع زوجها، وابنٍ لها صغير تُرضعه، في نِسْوة من بني سعدِ بنِ بكر، تلتمس الرُّضَعاء بمكَّةَ، قال (...)

قبل الرسالة والنبوة مولد الرسول ﷺ
مولد الرسول ﷺ

وُلِد الرسول ﷺ في شهر ربيعٍ الأول، يوم الاثنين بلا خلاف، والأكثرون على أنه ليلةَ الثانيَ عشَرَ من ربيعٍ الأول .وقال خليفة بن خياط: "والْمُجمَع عليه (...)

قبل الرسالة والنبوة وفاة والد النبيِّ ﷺ
وفاة والد النبيِّ ﷺ

لم يَطُلِ المقام بالشابِّ الفَتيِّ، الزوجِ الجديد عبدِ الله مع زوجته آمنةَ بنتِ وهبٍ، حيث دعاه داعي الرزق والكدِّ والعمل، فخرج في عِير لقُرَيش يحملون (...)

قبل الرسالة والنبوة وفاة أم النبيِّ ﷺ وكفالة جَدِّه
وفاة أم النبيِّ ﷺ وكفالة جَدِّه

لَمَّا بَلَغَ النبيُّ ﷺ سِتَّ سِنِينَ، تُوُفِّيَتْ وَالِدَتُهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ بِموضع يسمَّى (الْأَبْوَاءَ)، وهِيَ رَاجِعَةٌ بِهِ إلَى مَكَّةَ بَعْدَ (...)